المصري حسام حسن يدخل تاريخ الكرة الأفريقية

حسام حسن مع اللاعب العاجي كاسو كوسي (رويترز)

لم يكن أحد من جماهير الكرة المصرية حتى وقت قريب يتوقع مشاهدة النجم حسام حسن من جديد بصفوف منتخب بلاده لكرة القدم، لكن الإرادة القوية والمثابرة اللتين اشتهر بهما المهاجم المخضرم فضلا عن اقتناع المدرب حسن شحاته بإمكانياته، كل ذلك مكنه من الدخول مجددا في دائرة الضوء وبسلسلة أفضل نجوم القارة السمراء.
وبمجرد نزوله أرض ملعب القاهرة الدولي منتصف الشوط الأول لمباراة مصر وساحل العاج التي جرت مساء السبت الماضي بالجولة الثانية من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا الـ 25، أصبح حسن أكبر لاعب يشارك في النهائيات الحالية حيث يبلغ عمره 39 عاما و5 أشهر.
أما الإنجاز الثاني الذي حققه حسام بهذه المشاركة فهو معادلته للرقم القياسي الذي كان ينفرد به حارس مرمى ساحل العاج ألان جواميني، والمتمثل في خوض سبع بطولات لأمم أفريقيا كان أولها عام 1986.
لكن النجم المصري حقق رقما قياسيا آخر تمثل في كونه أصبح أول لاعب يشارك ببطولتين يفصل بينهما 20 عاما بداية من نهائيات 1986 التي نظمتها القاهرة وفازت بلقبها على حساب الكاميرون بركلات الترجيح، ونهاية بالنهائيات الحالية التي تستضيفها مصر وتأمل الفوز بها لتحرز لقبها القاري الخامس وتنفرد بالرقم القياسي في هذا الشأن.
وكان حسن قاد منتخب مصر للفوز بالبطولة عام 1998 في بوركينا فاسو، كما فاز بلقب هداف البطولة بالمشاركة مع الجنوب أفريقي بينيديكت ماكارثي ولكل منهما 7 أهداف.
عميد لاعبي العالم
وكان من بين أبرز إنجازات حسام حسن تتويجه عميدا للاعبي العالم كأكثر اللاعبين مشاركة بالمباريات الدولية، حيث تسلم بهذه المناسبة شارة وشهادة من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي بملعب القاهرة قبل مباراة مصر والسنغال في تصفيات كأس العالم 2002.
وتمتد إنجازات اللاعب الرائعة إلى تصدره قائمة هدافي الدوري المصري عبر تاريخه, وكذلك الحال مع المنتخب أيضا، علما بأنه سجل 10 أهداف في 18 مباراة خاضها بالنهائيات الأفريقية ليصبح الرابع في تاريخ هدافي البطولة والثاني بين الهدافين المصريين بعد حسن الشاذلي الذي سجل 13 هدفا.
ولد حسام حسن في العاشر من أغسطس/ آب 1966 وبدأ مسيرته مع المنتخب يوم 10 سبتمبر/ أيلول 1985 ضد النرويج، ثم امتدت هذه المسيرة عبر 166 مباراة دولية سجل خلالها 63 هدفا. علما بأنه لعب أغلب مسيرته مع الأهلي ثم انتقال إلى غريمه التقليدي الزمالك قبل أن يتحول إلى النادي المصري الذي يلعب له حاليا مع توأمه إبراهيم الذي يلعب في مركز المدافع الأيمن.
وفاز حسن بلقب دوري أبطال أفريقيا عامي 1987 مع الأهلي و2002 مع الزمالك, وكأس الكؤوس الأفريقية مرتين عامي 1986 و1993 وكأس النخبة العربية عامي 1997 و1998 والكأس الأفروآسيوية عام 1989 مع الأهلي, وكأس مصر مرتين وكأس النخبة مرتين مع الزمالك.
كما أنه خاض تجربة الاحتراف الخارجي حيث لعب بصفوف نيوشاتيل السويسري وسجل رباعية شهيرة بمرمى سلتيك الأسكتلندي في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي, ثم انتقل إلى باوك سالونيك اليوناني ومنه إلى العين الإماراتي لفترة وجيزة.

مغامرة شحاتة
وكان قرار المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة بضم حسام حسن قبيل انطلاق كأس أفريقيا قد أثار الكثير من الجدل، لكن اللاعب الذي بقي على مقاعد البدلاء في المباراتين الأوليين أمام ليبيا والمغرب لم يفرط في الفرصة التي واتته ونجح في تقديم أداء جيد أمام ساحل العاج حيث صنع الهدف الثاني وساعد في الثالث.
من جانبه بدا حسن سعيدا عقب المباراة وأكد أن أداءه فيها أكبر رد على الذين شككوا في قدرته على اللعب بحجة أنه أصبح "عجوزا". علما بأن بعض زملائه يطلقون عليه لقب "ميلا المصري" في إشارة إلى الكاميروني روجيه ميلا الذي لعب مع منتخب بلاده بمونديال 1994 بالولايات المتحدة وعمره 42 عاما.
وطوال مسيرته الطويلة لم يفقد حسام حسن صفاته الأساسية التي تمثلت في حماس جارف لا يكل ولا يمل وسعي محموم لتحقيق الفوز لفريقه، فضلا عن الرغبة الدائمة في هز الشباك والتي لا يستطيع أن يخفيها لدرجة أن المشاهد يمكن أن يلحظ الحزن على وجهه عندما تأتي الأهداف عن طريق غير طريقه.